منتديات تحفة المشتاق ونزهة العشاق
منتديات تحفة المشتاق ونزهة العشاق
منتديات تحفة المشتاق ونزهة العشاق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات تحفة المشتاق ونزهة العشاق
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رؤية النبي في المنام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Mohaned Abu Ajameih
المدير العام
المدير العام
Mohaned Abu Ajameih


عدد المساهمات : 804
نقاط : 1852
تاريخ التسجيل : 26/06/2010
العمر : 31
الموقع : jordan

رؤية النبي في المنام Empty
مُساهمةموضوع: رؤية النبي في المنام   رؤية النبي في المنام Icon_minitimeالسبت يوليو 17, 2010 3:58 pm





[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]




رؤية النبي في المنام
الشيخ خالد العنبري



روى البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَتَمَثلُ بِي، وَرُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ))([1]).
وروى البخاري أيضًا، عن أبي سعيد الخدري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى الْحَقَّ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَتَكَوَّنُنِي))([2]).
وروى مسلم عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ رَآنِي فِي النَّوْمِ فَقَدْ رَآنِي، فَإِنَّهُ لا يَنْبَغِي لِلشَّيْطَانِ أَنْ يَتَشَبَّهَ بِي))([3]).
قال القرطبي صاحب المفهم :
اختلف في معنى الحديث فقال قوم: هو على ظاهره، فمن رآه في النوم رأى حقيقته، كمن رآه في اليقظة سواء، قال: وهذا قول يُدرك فساده بأوائل العقول، ويلزم عليه أن لا يراه أحدٌ إلا على صورته التي مات عليها، وأن لا يراه رائيان في آن واحد في مكانين، وأن يحيا الآن، ويخرج من قبره، ويمشي في الأسواق، ويخاطب الناس ويخاطبوه، ويلزم من ذلك أن يخلو قبره من جسده، فلا يبقى من قبره فيه شيء فيزار مجرد القبر، ويُسلَّم على غائب؛ لأنه جائز أن يُرى في الليل والنهار مع اتصال الأوقات على حقيقته في غير قبره، وهذه جهالات لا يلتزم بِهَا من له أدنى مسكة من عقل .
وقالت طائفة: معناه أن من رآه رآه على صورته التي كان عليها، ويلزم منه أن من رآه على غير صفته أن تكون رؤياه من الأضغاث، ومن المعلوم أنه يرى في النوم على حالة تخالف حالته في الدنيا من الأحوال اللائقة به، وتقع تلك الرؤيا حقًّا، كما لو رؤي ملأ دارًا بجسمه مثلاً، فإنه يدل على امتلاء تلك الدار بالخير، ولو تمكن الشيطان من التمثيل بشيء مما كان عليه أو ينسب إليه لعارض عموم قوله: ((فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَتَمَثلُ بِي)) فالأولى أن تُنَزَّه رؤياه، وكذا رؤيا شيء منه، أو مما ينسب إليه عن ذلك، فهو أبلغ في الحرمة، وأليق بالعصمة، كما عصم من الشيطان في يقظته.
قال: والصحيح في تأويل هذا الحديث أن مقصوده أن رؤيته في كل حالة ليست باطلة ولا أضغاثًا، بل هي حق في نفسها، ولو رؤي على غير صورته، فتصور تلك الصورة ليس من الشيطان، بل هو من قبل الله .
ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم: ((فَقَدْ رَأَى الْحَقَّ)).
أي رأى الحق الذي قصد إعلام الرائي به، فإن كانت على ظاهرها وإلا سعى في تأويلها، ولا يهمل أمرها؛ لأنَّهَا إما بشرى بخير أو إنذار من شر، إما ليخيف، وإما لينْزجر عنه، وإما لينبه على حكم يقع له في دينه أو دنياه .
وقال القاضي عياض: يحتمل أن يكون معنى الحديث إذا رآه على الصفة التي كان عليها في حياته لا على صفة مضادة لحاله، فإن رؤي على غيرها كانت رؤيا تأويل لا رؤيا حقيقة، فإن من الرؤيا ما يخرج على وجهه، ومنها ما يحتاج إلى تأويل.
قال ابن حجر: والذي قاله القاضي توسط حسن، ويمكن الجمع بينه وبين ما قاله المازري بأن تكون رؤياه على الحالين حقيقة، لكن إذا كان على صورته كأن يرى في المنام على ظاهره لا يحتاج إلى تعبير، وإذا كان على غير صورته كان النقص من جهة الرائي لتخيله الصفة على غير ما هي عليه، ويحتاج ما يراه في ذلك المنام إلى التعبير، وعلى ذلك جرى علماء التعبير فقالوا: إذا قال الجاهل: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه يسأل عن صفته، فإن وافق الصفة المروية وإلا فلا يقبل منه، وأشاروا إلى ما إذا رآه على هيئة تخالف هيئته مع أن الصورة كما هي .
قال أبو سعد أحمد بن محمد بن نصير: من رأى نبيًّا على حاله وهيئته فذلك دليل على صلاح الرائي، وكمال جاهه، وظفره بمن عاداه، ومن رآه متغير الحال عابسًا مثلاً، فذاك دال على سوء حال الرائي([4]) .
قال ابن حجر: والذي يظهر لي أن المراد: من رآني في المنام على أي صفة كانت فليستبشر، ويعلم أنه قد رأى الرؤيا الحق التي هي من الله، لا الباطل الذي هو الحُلم، فإن الشيطان لا يتمثل بي([5]).
قال القرافي: "الحق ما يقوله العلماء، وهو: أنَّ المُدْرَكَ المثلُ لا نفسَ الحقيقة، وأن معنى قوله u: ((مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَآنِي، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَتَمَثلُ بِي)): من رأى مثالي فقد رأى مثالي حقًّا، فإن الشيطان لا يتمثل بمثالي، وأن الخبر إنما يشهد بعصمة المثال عن الشيطان... وما عداه من المُثُل يمكن أن تكون حقًّا، ويمكن أن تكون من قبل الشيطان .
قال العلماء: لا تصح رؤية النبي u قطعًا إلاَّ لرجلين: صحابي رآه، أو حافظ لصفته حفظًا، حصل له من السماع ما يحصل للرائي له u من الرؤيا حتى لا يلتبس عليه مثاله مع كونه أسود أو أبيض، وشيخًا أو شابًّا إلى غير ذلك من صفات الرائين الذي يظهر فيه، كما يظهر في المرآة أحوال الرائين، وتلك الأحوال صفة للرائين لا للمرآة .
قلت لبعض مشايخي -رحمهم الله-: فكيف يبقى المثال مع هذه الأحوال المتضادة؟.
قال لي: لو كان لك أب شاب فغبت عنه، ثم جئته فوجدته شيخًا أو أصابه يرقان فاصفر أو اسود لونه ألست تشك فيه؟ قلت: لا. فقال لي: ما ذاك إلا لما ثبت في نفسك من مثاله، فكذلك مَنْ ثَبَت في نفسه مثال رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا لا يشك فيه مع تغير الأحوال، وإلاَّ فلا ! لا يثق بأنه رآه u، بل يجوز أن يكون هو، ويجوز أن يكون غيره، وإذا صح له المقال فالسواد يدل على ظلم الرأي، والعمى يدل على عدم إيمانه؛ لأنه إدراك ذهب، وقطاع اليد يدلُّ على أنه منع من ظهور الشريعة وأضعفها، وكونه أمرد يدل على استهزائه بالنبوة؛ لأن الشاب يحتقر، وكونه شيخًا يدل على تعظيمه للنبوة؛ لأن الشيخ يعظَّم ونحو ذلك([6]).


من رأى النبي صلى الله عليه وسلم فأمره بحكم


لقد اكتمل دين الإسلام وتم واستقر بكل أصوله وجزئياته الاعتقادية والتشريعية، فلا تبديل فيها ولا تحويل، وإحداث شيء فيه أمر مردود؛ لأنه إنكار لما قرره الله من تمامه وكماله.
قال تعالى: )الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِينًا([المائدة: 3].
ومِنْ ثَمَّ فقد قالت العلماء: إن من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فأمره بحكم يخالف حكم الشرع المستقر في الظاهر أنه لا يكون مشروعًا في حَقِّه، ولا في حق غيره([7]).
فالرؤيا المنامية -ولو كانت صحيحة حقًّا- فهي لا تحرم حلالاً، ولا تحل حرامًا، ولا يترتب عليها حكم شرعي، وقد حُكي أن رجلاً صالحًا فقيرًا رأى رؤيا أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه في نومه، وقال له: ((إنَّ فِي مَوضع كَذَا ركَازًا، احضر وَخذه، وَلاَ تؤد خمسه)) فقام من نومه صباحًا، وأخذ ما يقتضي لحفر الأرض، فاطلع على الركاز، فذهب إلى الشيخ عز الدين بن عبد السلام يستفتيه في عدم إعطاء خمسه لبيت المال، حسب ما قال له النبي منامًا، فقال له الشيخ عز الدين: يجب عليك أن تؤدي خمسه لبيت المال، كما أفتانا النبي صلى الله عليه وسلم يقظة، وفتواه في اليقظة مقدمة على فتواه في المنام، نعم إن رؤيا النبي حق، ولكن يحتمل عدم ضبط الألفاظ تمامًا، فلعله قال لك: (وأد خمسه لبيت المال) وأنت سمعته يقول: (ولا تؤد خمسه) .
وهكذا قال الفقهاء: لو اختلف المسلمون في آخر يوم من شعبان هل غدًا رمضان أم لا، ثم رأى رجل النبي في نومه، وسمعه يقول له: ((إن غدًا أول يوم من رمضان، فصمه وأمر الناس بصيامه))، لا يجب عليه صيامه؛ ذلك لأن الرؤيا التي في المنام، لا يترتب عليها شيء من الأحكام الشرعية، ولو كانت حقًّا وصحيحة، هذا إذا كانت لغير الأنبياء أنفسهم، وأما رؤيا الأنبياء أنفسهم، فهي وحي، كما في اليقظة، تترتب عليها الأحكام الشرعية بلا خلاف([8]).
قال القرافي: فلو رآه في النوم فقال له: إن امرأتك طالق ثلاثًا، وهو يجزم بأنه لم يطلقها، هل تحرم عليه؟ وقع فيه البحث بين الفقهاء، والذي يظهر أن إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم في اليقظة مقدَّمٌ على الخبر في النوم؛ لتطرق الاحتمال للرائي بالغلط في ضبط المثال. وكذلك لو قال له عن حرام: إنه حلال، أو عيَّن حكمًا من الشريعة، قدَّمنا ما ثبت في اليقظة على ما رُئي في النوم لما ذكرنا، كما لو تعارض خبران من أخبار اليقظة فإنا نقدم الأرجح([9]).
وهاتيك المسألة جد مهمة، وقد ضل بسبب جهل الحق فيها كثيرون، فالحق الواجب اتباعه عرض كل أمر على الشرع الذي قد اكتمل واستقر، فما وافقه فالهدى والرشاد، وما خالفه فالغي والضلال البعيد .
وبذا يتبين زيف الرؤيا المزعومة المنسوبة إلى الشيخ أحمد خادم الحرم النبوي الشريف، والتي زعم كاذبُها أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، وقال: أنا خجلان من أفعال الناس القبيحة، ولم أقدر أن أقابل ربي ولا الملائكة.. ثم حمله على أن يبلغ وصية، زعم أنَّهَا منقولة بقلم القدر من اللوح المحفوظ، وأن من صدّق بِهَا نجا من عذاب النار، ومن كذب بِهَا كفر !!!


([1]) البخاري: (12/399) (91)، كتاب: التعبير (10)،باب: من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام (6994) .


([2]) البخاري: (6997). ومعنى لا يتكونني: أي لا يتكون في صورتي.


([3])مسلم: (4/1776) (42)، كتاب: الرؤيا (1)، باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من رآني في المنام فقد رآني)) (13) .


([4]) فتح الباري: (12/403) .


([5]) المصدر السابق: (12/406) .


([6]) انظر الذخيرة: (13/272-273 begin_of_the_skype_highlighting 13/272-273 end_of_the_skype_highlighting).


([7]) فتح الباري: (12/405،301).


([8]) مؤتمر تفسير سورة يوسف u (1/180).


([9]) الذخيرة: (13/273).













الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ajameih.yoo7.com
 
رؤية النبي في المنام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم
» من هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في التعليم من هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في التعليم
» هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الأكل
» من الذي غسل النبي صلى الله علية وسلم وكفنة ؟
» خصائص النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تحفة المشتاق ونزهة العشاق :: منـــــتديـــــات اســــلامـــية :: المنتدى الاسلامي - الشريعة و الحياه-
انتقل الى: