الأيتام واللقطاء وحقوقهم في الإسلام.

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


قبل أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان وقبل الأنظمة والقوانين الدولية أرست الشريعة الإسلامية ركائز صلبة لحقوق الأطفال وخصت الأيتام منهم لتعويضهم عن ما فقدوه من عطف آبائهم أو أمهاتهم لتوفير ما يضمن لهم حياة كريمة كسائر الخلق.

نستعرض من هو اليتم ومن هو اللقيط وما الفرق بينهما ؟



اليتيم:

كلمة يتيم في أصلها اللغوي تدور حول الانفراد والضعف والبطء.
وتقول العرب اليتيم من يموت أبوه ومن مات أبواه فهو لطيم.
بينما العجم يقولون يتيم لمن ماتت أمه.
أما في الإسلام فكلمة يتيم لها معنى واسع وشامل وأصبح كل من يفقد والديه أو أحدهما قبل بلوغ الحلم يسمى يتيماً.



اللقيط:

وهو الطفل الذي لا يعرف أبوه ولا يعرف أمه وفي مذهب الشافعية هو كل صبي ضائع لا كافل له.
وفي الحنيفية هو أسم لحي مولود طرحة أهله خشية الفقر أو فراراً من تهمة الزنى.
وقد توسع الفقهاء في تحديد من هو اللقيط بقول بعضهم إن اللقيط هو طفل لا يميز ولا يعرف نسبه ولا رقه قد طرح في الشارع أو ضل الطريق ما بين ولادته إلى سن التمييز ويجب على من يراه أن يلتقطه إذا علم أنه سيهلك إذا لم يأخذه وقد استندوا في ذلك على الآية الكريم(ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً).
وفي التقاط هؤلاء رحمة بالصغار ودلائل إيمان وعلامات إنسانية.
وقد راعى ديننا الحنيف اللقيط ومنحه حقوق لم تمنحه الأديان الأخرى أو القوانين الدولية حيث أقر له الإسلام الحقوق الشرعية مثله مثل الابن الشرعي.
وقد يبدو للكثير من الناس من أول وهلة أن اللقيط هو أبن زنا وهذه نظرة خاطئة وحكم ظالم.
لأنه ربما طرحه أهله خشية الفقر وقد يكون له أبوان شرعيان قد تركاه في أحد المستشفيات أو بجوار أحد المساجد أو على قارعة طريق عسى أن تمتد له أيدي أهل الخير الرحمية وهذه الحالات تكثر في المناطق التي تزداد فيها الهجرة والنزوح من بلد إلى أخر بسبب المجاعة أو الحروب أو الأحداث السياسية بشكل غير نظامي.
وقد يكون اللقيط ثمرة زواج عجزت الأم والأب عن إثباته أو خشي الطرفان من عقوبة تنبع من نظام قانوني أو ثقافة لا تقبل أنصاف الحلول وقد يكون هناك زوج مريض مرض غير عضوي دفع به الشك في زوجته فطرح أبنه بجوار أحد المعالم.
وربما كان ثمرة زواج شيخ طاعن بفتاة صغيرة قدر الله أن تنجب منه والإنجاب على حد نظرة أبناء الشيخ مستحيل لكبر والدهم فاتهموا زوجة أبيهم بهتاناً خشية أن يقاسمهم ذلك المولد الإرث فتخلصوا منه بطريقة مدبرة وألقوه في مكان ما وادعوا أنه توفي.



الابن الغير شرعي:

المولود الغير شرعي يكون نتيجة لقاء محرم بين رجل وامرأة لا يربطهما عقد نكاح شرعي وفي هذه الحالة يمكن القول بأنه طفل غير شرعي ولكن هذا الحكم لا يصدر إلا إذا ثبت ذلك شرعاً ولا بد أن تكون أمه معروفة والأب مجهول.
ولا يجوز لنا شرعاً أن نحكم على أبن لقيط أنه أبن غير شرعي حتى لا يتهم أي طفل بما لا يلزمه شرعاً.



ملحوظة

أعتذر عن أكمال بعض المعلومات لأن الموضوع في الحقيقة قد لخصته منذ أكثر من سنة ومن كتاب استعرته من مكتبة الملك عبدالعزيز واسم الكتاب هو نفس عنوان هذا الموضوع ثم حفظت هذه الموضوع في جهازي على أمل أني سوف أعود وأضيف إليه بعض المعلومات التي لم أوردها ولكن سلمت الكتاب ولم أرى الموضوع إلا الآن.
وبهذا أنوه لحقوق المؤلف وانتمى من لديه معلومة أو إضافة أو حلول يدلي بها للفائدة.



انتهى