منتديات تحفة المشتاق ونزهة العشاق
منتديات تحفة المشتاق ونزهة العشاق
منتديات تحفة المشتاق ونزهة العشاق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات تحفة المشتاق ونزهة العشاق
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 النجاة النجاة.. خطبــة .. يحي الزهراني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Moayed Abu Ajameh




عدد المساهمات : 105
نقاط : 315
تاريخ التسجيل : 11/07/2010
العمر : 28

النجاة النجاة.. خطبــة .. يحي الزهراني Empty
مُساهمةموضوع: النجاة النجاة.. خطبــة .. يحي الزهراني   النجاة النجاة.. خطبــة .. يحي الزهراني Icon_minitimeالأحد فبراير 19, 2012 11:31 am







السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




الحمد لله عز فارتفع ، وذل كل شيء لعظمته وخضع ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، خلق الخلائق فأتقن ما صنع ، وشرع الشرائع فأحكم ما شرع ، لا مانع لما أعطى ، ولا معطي لما منع ، وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله ، أقام صرح الفضيلة ورفع ، ودفع أسباب الرذيلة ووضع ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أهل التقى والحياء والزهد والورع ، ومن سار على نهجهم واتبع ، وسلم تسليماً كثيراً . . . أما بعد : فاتقوا الله عباد الله ، فخير الوصايا ، وأفضل الهدايا ، تقوى رب البرايا ، فتقواه توصد أبواب البلايا ، وتغلق منافذ الدنايا ، وتحسن ختام المنايا ، قال باسط اليدين بالعطايا : { لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ } .
أيها المسلمون : لقد كانت الأمة الإسلامية ، أمة مرضية ، شامخة أبية ، متمسكة بكتاب ربها ، عاملة بسنة نبيها ، صحيحة في عقائدها ، صالحة في أعمالها ، حسنة في معاملاتها ، كريمة في أخلاقها ، عزيزة بدينها ، قوية الشوكة ، جليلة مهيبة ، واليوم ، اليوم يا عباد الله ، تغير أمرها ، وتبدل حالها ، واختلت عقائدها ، وفسد كثير من أعمالها ، وتدهورت أخلاقها ، وجهلت أمر دينها ، مغلوبة على أمرها ، بسبب ابتعادها عن دينها ، اهتمت بدنياها ، ونسيت أُخراها ، فتأخرت وتدهورت ، وغُلبت وانهزمت ، تتخبط في ظلمات الجهل ، تنقاد للخرافات والأوهام ، وأضغاث الأحلام ، فانساقت وراء ترهات العقول ، وكاذب النقول ، وزخرف القول ،لقد عوقبت الأمة بشر أعمالها ، فذاقت وبال أمرها ، كل ذلك يا عباد الله ، نتيجة حتمية ، وحقيقة واقعية ، لعدم استقامتنا على ديننا ، وانحرافنا عن صراط ربنا ، فتعالت الصيحات ، وارتفعت الصرخات ، لكثير من الأمراض والأسقام ، والتعديات على الأحكام ، تجرعنا غصص الإعراض ، أموراً مهلكة ، وآثاراً مدمرة ، فرحماك ربنا رحماك ، قال ربنا جل في علاه : { وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَاباً شَدِيداً وَعَذَّبْنَاهَا عَذَاباً نُّكْراً } .
عباد الله : ما من ذنب يقع إلا بمعصية ، ولا يرتفع إلا بتوبة ، فالمعاصي معاول هدم ، وأدوات دفن ، تهدم العقيدة ، وتدفن التوحيد ، والتوبة تجدد الإيمان ، وتزيد الإحسان ، وتبعث في النفس سراج النور ، ومشعل الحق والسرور ، لأجل المعاصي والآثام ، والجرائم العظام ، يعاني العالم بأكمله تحديات متنوعة ، ومصائب متكاثرة ، وآفات مختلفة ، فها هو العالم ينادي ، مستغيثًا من ارتفاع معدلات الجريمة ، وكثرة أنواع الجناية ، تدهور في الاقتصاد ، واحتباس للحرارة في شتى البلاد ، كل ذلك بما كسبت أيدي العباد ، فقر يراد ، وغلاء يزداد ، تضخم مخيف ، وتمرد سخيف ، ديون
تتراكم ، وويلات تتعاظم ، ألا فلنأخذ من ذلكم العبر والعظات ، والدروس المهمات ، ألا فلنعلم أن الربا سبب للحرمان من الخيرات ، ومنع الزكاة حبس عن الأعطيات ، ألا وإن انتشار الفواحش والموبقات ، يؤدي إلى منع الأمطار ، والخير المدرار ، وموت الدواب والأشجار ، وافتقار الفيافي والقفار ، ألا وإن أعظم أسباب فقدان الأمن ، وحلول المخاوف والمصائب ، البعد عن المنهج الإلهي ، والمخالفة للنهج النبوي ، فتسود المعاصي والشنائع ، وتتفشى الذنوب والفظائع ، يقول ربنا جل وعلا : { فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا البَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ } ، ويقول ربنا جل وعلا في كلامه العظيم ، مصورًا لنا واقعا يعانيه مجتمع اليوم : { وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ } ، اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك ، وبمعافاتك من عقوبتك ، اللهم ارحمنا بترك المعاصي أبداً ، فضلاً منك ومنَّاً .
عباد الله : ما أحلم الله على عباده ، ما أعظم صبر الله ، ما أطول إمهال الله ، الله يمهل ولا يهمل ، ولو أنه أخذ الناس بأول الجرم ، وابتداء الإثم ، ما ترك على الأرض من أحدٍ أبداً ، عدلاً منه وقسطاً ، ولكنه غفور رحيم ، رؤوف كريم ، قال العزيز العليم : { وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلاً } ، ألا وإن المتأمل في واقع كثير من الناس اليوم ، ليجد عجباً ، ويهلك كمداً ، ابتعاد عن دين الله القويم ، وانحراف عن صراطه المستقيم ، وقوع في فخاخ قنوات مميتة ، وبرامج مقيتة ، قنوات تدعوا إلى الرذيلة ، وتقتل الفضيلة ، اختلاط بين الفتيان والفتيات ، في مشاهد مؤلمة ، يُخدش فيها الحياء ،
وتغضب رب الأرض والسماء ، حتى قلد الأبناء والبنات ما شاهدوا ، وتقمصوا ما رأوا وأبصروا ، فحصلت الخلوات المحرمة ، والعلاقات المجرمة ، في غفلة من الآباء والأمهات ، فحصلت فتن ومواجع ، تقض المضاجع ، عصيان وزلل ، فساد وخلل ، لا ينجو منها إلا من أرد النجاة ، وزهد في هذه الحياة ، واستعد للقاء الله ، ألا فاتقوا الله أيها الآباء والأمهات ، وقوموا بما أوجب الله عليكم من أداء الأمانات ، والاضطلاع بالمسؤوليات ، فارعوا أبناءكم وبناتكم ، وأدوا أماناتكم ، فقد أمركم بذلك مولاكم ، فقال ربكم : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ } .
عباد الله : إن من أعظم المعاصي ضراوة وحدوثاً ، وألماً وإحداثاً ، ضياع شعيرة الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، في كثير من مجتمعات الإسلام ، الشعيرة التي أمر بها الملك العلام ، وأمر بها رسول الأنام ، عليه الصلاة والسلام ، وحاربها كثير من الكُتَّاب ووسائل الإعلام ، دونما حسيب أو رقيب ، وما كتبوه عن الله لن يغيب ، في صور من الاستهزاء والهذيان ، والسخرية والاستهجان ، وقد قال الواحد الديان : { قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ } ، لقد خرج من كُتَّاب المسلمين من يستهزئ بهذه الشعيرة وبرجالها ؟ بل طالب بإزالتها وإلغائها ، فويل لمن كتبوا ، وبئس ما كسبوا ، ولعلها لم تطرق أسماعهم آيات مسطرة سائدة ، في سورة المائدة ، فقد قال الله تعالى : { لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ } ، ألا وإن من الكتاب من يطالب بوقف حلقات تحفيظ كتاب الله واعجباً لهم ، ألا يخافون الله من فوقهم ، ألا يخشون أن يخسف بهم ، فلابد من الأخذ على أيدي السفهاء ، وإلا وقع في الأرض فساد كبير ، وشر مستطير ، تدق معه نواقيس الخطر ، مؤذنة بمساوئ وضرر ، تأخذ الصالح والطالح ، قَالَ صلى الله عليه وسلم : " مَا مِنْ قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي ، هُمْ أَعَزُّ مِنْهُمْ وَأَمْنَعُ ، لاَ يُغَيِّرُونَ ، إِلاَّ عَمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ " [ رواه ابن ماجة بسند صحيح ] ، وروى أهل السنن بسند صحيح ، قَالَ صلى الله عليه وسلم : " إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الْمُنْكَرَ فَلَمْ يُغَيِّرُوهُ ، أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابِهِ " ، اللهم ردنا إليك رداً جميلاً ، واجعل لنا ظلاً ظليلاً ، يا ذا الجلال والإكرام .
أيها الإخوة في الله : نسمع بين حين وآخر عن أمراض تنتشر ، وأوبئة تظهر ، وآخرها هذا الوباء الخطر ، إنفلونزا الخنازير المنتشر ، وقد حذرنا هذا الأمر ، سيد البشر ، وبين أن سببه في انتشار الفواحش ، وفشو القبائح ، في حديث عظيم رواه عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما حيث قَالَ : أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : " يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ ، خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ ، لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا ، إِلاَّ فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ ، وَالأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلاَفِهِمُ الِّذِينَ مَضَوْا ، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلاَّ أُخِذُوا بِالسِّنِينَ ، وَشِدَّةِ الْمَؤُنَةِ ، وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ ، إِلاَّ مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ ، وَلَوْلاَ الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا ، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ ، إِلاَّ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ ، فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ ، وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ _ ما لم يطلبوا الخير والسعادة مما أنزل الله _ إِلاَّ جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ " [ رواه ابن ماجة وحسنه الألباني ] ، اللهم احفظنا بالإسلام قائمين وقاعدين وراقدين ، ولا تشمت بنا الأعداء ولا الحاسدين ، يا أرحم الراحمين ، أقول ما سمعتم ، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنب وخطيئة ، فاستغفروا ربكم إنه غفور رحيم .
الحمد لله الكبير المتعال ، أحمده على كل حال ، وأشهد أن لا إله إلا الله ذو الفضل والنوال ، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله عظيم الخلال والخصال ، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله خير صحب وآل ، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المآل .
معاشر المسلمين : تجتاح الأرض اليوم أحوال جوية غريبة ، وأجواء طبيعية عجيبة ، زلازل تكثر ، وأعاصير تنتشر ، وبراكين تدمر ، وذلك دليل وجود فواحش عظيمة ، ومعاص جسيمة ، ذنوب عظام ، وجرائم وآثام ، مسلسلات هابطة ، وبرامج ساقطة ، تعليم للموسيقى والأغاني ، وقع في القاصي والداني ، منظر سخيف ، يختلط فيه الشباب بالشابات ، في موقع واحد ، يشاهدهم الملايين ، مشاهد يغتال فيها الدين ! ولقد تجرأ بعض المسلمين على شرب الخمور بأنواعها ، والمخدرات بأشكالها ، والتشبه بالكفار ، وبزي الفجار ، ألا يخافون من الله الجبار القهار ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : " دخلت على عائشة رضي الله عنها أنا ورجل آخر ، فقال لها الرجل : يا أم المؤمنين حدثينا عن الزلزلة ، فقالت : إذا استباحوا الزنا ، وشربوا الخمر ، وضربوا بالمآذن ، غار الله جل وعلا في سمائه ، فقال للأرض : تزلزلي بهم ، فإن تابوا ونزعوا ، وإلا هدمها عليهم " ، ألا فاتقوا الله عباد الله ، واحذروا غيرة الله ، وإياكم وغضب الله ، فإن ما طالعتنا به وسائل الإعلام ، من قرب وقوع زلازل وبراكين ، لهو أمر يندى له الجبين ، آيات يخوف الله بها عباده ، يا عباد فاتقون ، قال تعالى : { وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً } وقال تعالى : { وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً } . عباد الله : تالله وبالله لسنا بأكرم عند الله من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد تزلزلت بهم الأرض في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنهم ، فلا غروا أن تأتي التحذيرات بوقوع الزلازل والبراكين ، إذا عُصي رب العالمين ، فالمعاصي يا عباد الله تقلب الموازين ، وتغير الأوضاع ، وتبدل الطباع ، الناس اليوم ينتظرون المطر والماء ، والقطر من السماء ، وإذا به هجير وغبار ، ومناخ سيء وعثار ، رياح عاتية ، وأتربة آتية ، فلماذا هذا يا عباد الله ؟ إنه كما قال الله جل شأنه : { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } ، وقال عز اسمه : { وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ } ، فلولا لطف الله ورحمته ، وعفوه ومغفرته ، لحصل بالناس شديد البلاء ، وعظيم الداء ، فإن سألتم عن سبب هذه الكوارث ، وتلك المصائب ، فالجواب من الله لكم : { قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ } .
أيها المسلمون : هذه البلايا ، وتلك الرزايا ، التي حلت مواجعها بالعالم كله ، ووضعت فواجعها على الملأ بأسره ، من فتن ومحن ، وشرور وإحن ، ما هي إلا نتيجةً حتمية ، وثمرةً حقيقية ، لما تعانيه البشرية ، من بعد عن منهج رب البرية ، في صورة مخيفة ، من التحدي الإلهي ، والانفلات الديني ، فالله الله بالعودة الحميدة لدين الله ، فالله يفرح بتوبتكم ، ويسعد بأوبتكم ، فالتوبة تقيل العثرات ، وتمحو الزلات ، وتزيل الهفوات ، فتوبوا إلى الله رب البريات ، { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } ، هذا وصلوا وسلموا على الرحمة المهداة ، والنعمة المسداة ، محمد بن عبد الله ، حيث أمركم بذلك ربكم جل في علاه ، فقال عز من قائل عليماً : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً } ، اللهم صل وسلم على من بلغ الرسالة ، وأدى الأمانة ، ونصح الأمة ، وجاهد في الله حق جهاده ، وارض اللهم عن صحابته أجمعين ، وعنا معهم بعفوك ورحمتك يا أرحم الراحمين ، اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين ، وأذل الشرك ودمر المشركين ، وانصر عبادك المجاهدين ، اللهم انصر إخواننا المسلمين المجاهدين في سبيلك في كل مكان ، اللهم قوي عزائمهم ، وثبت أقدامهم ، اللهم عليك بالكفار يا قوي يا جبار ، اللهم اجعل كيدهم في تباب ، وسعيهم إلى خراب ، اللهم اشدد عليهم وطأتك ، وارفع عنهم يدك وعافيتك ، اللهم تابع عليهم النكبات ، واجعل أعمالهم عليهم حسرات ، اللهم آمنا في دورنا ، وأصلح ولاة أمورنا ، اللهم وفقهم للحكم بكتابك ، واتباع سنة نبيك ، وارزقهم الجلساء الصالحين الناصحين ، اللهم عليك بمن يحارب دينك ، ويصد عن سبيلك ، ويريد نشر الفاحشة في الذين آمنوا من المنافقين والمنافقات ، اللهم عليك بهم ، اللهم لا ترفع لهم راية ، ولا تحقق لهم غاية ، واجعلهم لمن خلفهم عبرة وآية ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب النار ، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
النجاة النجاة.. خطبــة .. يحي الزهراني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حسن الخلق.. خطبــة .. القاسم
» الصدقــــة.. خطبــة .. ناصر الأحمــد
» فضل الصدق.. خطبــة .. صالح آل طالب
» الأمر بالاحسان الى الخلق.. خطبــة السلوم
» خشية الله والخوف منه.. خطبــة .. التركستاني

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تحفة المشتاق ونزهة العشاق :: منـــــتديـــــات اســــلامـــية :: المكتبة الإسلامية :: الخطب و الدروس و المحاضرات الإسلامية-
انتقل الى: